كلمة وزير الاعلام ملحم الرياشي(*)

في الذكرى الأولى لرحيل  الشاعر انور سلمان

انور سلمان...وكأن الشمس أبت الا ان تحزن، وكان الرحيل اقصوصة لمجد احترفه الحاكي وصقلته الحكاية. هذه الرجل الذي احب حتى الثمالة، وسكر بالشعر حتى الثمالة واستمال خصور القصيد حتى الجنون وحتى الثمالة. انور سلمان الذي غزل الشعر على نول انامله، وعزل البغض والكراهية على وقع قصائده، وحمل الكتاب كطفل خالد واحتضنه فلا يمس جسده اي شر. كتب وكتب وكتب، واحترف العمارة الشعرية والادبية، وسار باناقته وانفه على شفير الكلمات يبحث ولا يكل، يفتش ولا يتعب، يغمر باقات القصائد كما تغمر العذارى، ويركض ويركض ولا يتعب، ويحمل طيات العمر في حزن مختوم عليه: سري لغاية.. تكاد تبحث بين اهداب الكتب والشفاه والقول عن حزنه، ولا يظهر لك انور، الا الفرح ولا يوزع عليك الا الفرح، لكن حزن انور سلمان- يا احبة- كان عميقا كحزن الفلاسفة وسريا كخلود الملائكة الى النوم".أضاف "انور يا صديقي: قصرنا وايما تقصير. انور يا عزيزي: وكأن ابيات الشعر قد فتحت لك بيوتا سماوية حين ضعفت عزيمتنا. انور: وانت الادرى في هذا الزمن السفيه، ان الكلمة الاقوى كعزمك لا تغيب واكثر. زمن لئيم يا انور، زمن يلهو بالرجال ويسخر، نودعك من جديد على امل اللقاء وتودعك دموع الشعر وضحكات الاودية السحيقة، ونرفع التحية لجبينك الناصع في زمن اليم، ولقلبك الكبير وقلمك الكبير في زمن صغير واصغر، زمن يا صديقي انور، زمن سفيه يلهو بالرجال ويسخر...  فليحيا أنور سلمان في كتبه الخالدة.


(*)الرملية  - الاحد 23 -نيسان، 2017