أنوَر سلمان...

والقصيدة الجميلة المستحيلة

طارق آل ناصر الدين(*)

كم كنت أودّ لو عكس صديقي  الشاعر أنور سلمان، كتابه وسمّاه: المرأة قصيدة مستحيلة!

فالمرأة عندما تُكتشف تموت... والقصيدة عندما تكتمل تموت... ولا يوجد على سطح الأرض شاعر يتمنى موت الشعر والنساء!!

جميل يا أنور أن تشبه المرأة بالقصيدة ولو أن الأخيرة أبقى وأجمل، القصيدة الجميلة لا تخون شبابها ولا تتجعّد بينما أجمل الوجوه ستنحني للتجاعيد!!

أوقف قلمي هذا حتى لا يشطح... وأنا في حضرة شاعر قرّر أن لا يسمح للغة أن تشطح على حساب حريتها

ورغبتها وجمالها...

أنور وأنا صديقان عتيقان بيننا خبز الشعر وملحُ العمر، شهادتي فيه صعبة ودقيقة، إن جاءت مديحاً ستجد من يقول: مادح نفسه يقرنك السلام، وإن شابها بعض التجنّي ستجد من يقول: على نفسها جنت براقش...

لا بأس ستغامر براقش وتعطي رأيها...

يقضي أنور بموهبته وفطريته ولا يسمح للوافد المشبوه أن يقضي عليه... ميزانه ذهبيّ الكفّتين وحكمه صارم:

أنا أغني إذاً أنا موجود...

هذا أؤيّده بلا تحفظ... فتجريد الشعر من غنائيّته كتجريد الحسناء من قدسية جسدها والهدف انتهاك أو اغتصاب أو مومسة!!

لا يستطيع أنور أن ينام إذا أحسّ أن كلمة واحدة في القصيدة تُخِرّ جنبيه..

ومهما تألّق في لباسه فهو أكثر أناقة في كلامه.. ليس لأنه شاعراً غنائياً مميزاً فقط بل هو عارض شعر من الطراز الأول في وقت تحوّل فيه أدباء الشعر إلى عارضي

وعارضات أزياء...

قد يؤخذ عليه إنه مسالم في شعره كما في حياته إذا غضب على أبناء لا يتقن إطلاق نار شعره عليها والعذر دائماً إلى أنور يحب السلام.

فالسلام عليكم.

29/12/2008


(*) شاعر وكاتب.