مُقَدِّمَة كتاب تحية إلى أنور سلمان

د. وجيه فانوس(*)

هذا الكتابُ، بَعْدَ كُتُبِ "تحيَّة إلى جوزف حرب" و"تحيَّة إلى محمَّد كُرَيِّم" و"تحيَّة إلى محمَّد علي شمس الدِّين"،هو الرَّابع من سلسلةٍ يعملُ "إتِّحاد الكُتَّاب اللبنانيين" على إصدارها؛ بأمل أن تكون سلسلةً طويلة لا يجب أن تتوقَّف. أمَّا الغاية من إصدار هذه السِّلسلة، فيمكن إيجازُها بأنَّها سعيٌ من "الإتِّحاد" إلى تكريم المبدعين من كُتَّاب الإتِّحاد والوطن، بتقديم دراسات وشهاداتٍ عن أعمالهم ووجودهم الأدبيِّ، تكون، بحدِّ ذاتها، مرجعاً يعود إليه كلُّ من يبتغي الإطِّلاع على أعمال هؤلاء المبدعين أو يتعرَّف على بعضٍ من أحوالهم. وكيفما دار الأمر، فهذه السِّلسلة تُبَشِرُ بإغناء جديد لمكتبة البحث في الكتابة والأدب، يقدِّمه إتِّحاد الكُتَّاب اللبنانيين للكُتَّاب كافَّةً ولقادري الكتابة ودارسيها والمهتمِّين بشؤونها على حدٍّ سواء؛ وهي كذلك، سلسلةُ تكريمٍ نَوْعِيٍّ يُجزيهِ الإتِّحادُ لوجوده، عبر هؤلاء المبدعين، في جميع حقول الكتابة.

أمَّا أنور سلمان، فهو الشَّاعر الذي ملأت أعماله عدداً من الدَّواوين العابقة بجمال الشِّعر ورقَّة الإحساس وعذوبة التَّعبير ووطنيَّة الرَّأي والرُّؤية؛ كما أنَّ "انور سلمان" كان عضواً في "الهيئة الإداريَّة" لإتِّحاد الكُتَّاب اللبنانيين لِعِدَّة مرَّات. واقع الحال، كان القصد، من قِبَلِ "الإتِّحاد" من إصدار هذا "الكِتاب"، تقديمه تحيَّة تقدير إلى أنور سلمان قبل أن يفاجئه، ويفاجِئنا جميعاً، ذلك القَدَرُ المُرُّ بالحادث الجَلَلِ والمُفْجِعِ الذي أدَّى إلى وفاةِ "أنور" الصَّادمةِ، وهو في واحدةٍ من قِمَمِ نُضجهِ وعطائِهِ الشِّعريين. وها إنَّ "إتِّحاد الكُتَّاب اللبنانيين" يُقَدِّم هذه "التَّحيَّة" إلى "أنور سلمان" في غُصَّة غياب "أنور"؛ لكن في إحدى حالاتِ تَألُّقِ حضورهِ الشِّعريِّ بين قادري شِعْرِه ومُحبِّيه وأصدقائه.

"أنور سلمان" من الَّذين حافظوا على أمانةِ جوهرِ الشِّعرِ في عصره؛ واحتفظوا لها بِرَوْعَةِ وجودها وكريم حضورِها وسامي قِيَمِها. و"أنور سلمان"، هو عضوُ "إتِّحاد الكُتَّاب اللبنانيين"، الذي يَعْتَزُّ "الإتِّحادُ" بأعماله وإبداعاته الشِّعريَّة. وها، هي ذي، كَوْكَبَةٌ مُبَارَكَةٌ مِنْ أهلِ "الإتِّحاد" وأصدقاء "أنور" والمتعمِّقين في فهم تجربتِهِ الشِّعريَّة تَصْدَحُ مجتمِعَةً، عبر صفحاتِ هذه "التَّحيَّة"، بفضلِ "أنور سلمان" وفَيْضِ عطاءاتِهِ الشِّعريَّةِ؛ مؤكِّدةً استمرارَ حُضُورِ أَلَقِهِ الشِّعريِّ ودوامَ هذا الحضورِ في دُنيا الشِّعر.

نيسان (إبريل) 2017


(*)  أمين عام إتّحاد الكُتّاب اللبنانيين؛ ناقد أدبي وباحث جامعي.