بيروت... أميرة ُ الحُلم

لمناسبة اعلانها عاصمة ثقافية

للعالم العربي عام 1999

ألقاكِ... مشتعلاً بعينيَّ الحنينْ،

وعلى يدي

باقاتُ وردِ العاشقين.

لكأنَّ شاطئكِ المدى لمسارحي،

وحفيفَ موجِكِ في أناشيدي رنينْ!

*

بيروت.. كم شربَتْ دموعكِ نجمةٌ،

وشكا جراحكِ مُوجعاً...

قمرٌ حزينْ.

بيروت.. يا بيروتُ

إنْ طال النَّوى،

فَلَنا على عهدِ الهوى قلبٌ أمينْ.

عادَتْ مراكبُنا، وعُدْتِ أميرةَ

الحُلْمِ التي سكنَتْ عيونَ المُبْحِرينْ

ليدَيْكِ فيروزُ النُّجومِ أساورٌ،

وعلى جبينِكِ

غارُ مجدِ الأوَّلينْ.

وكأنَّ مهدكِ صِيَغَ من ذهبِ العصورِ،

فتحتَ كلِّ ترابةٍ كنزٌ دفينْ.

وكأنَّما أنتِ الحضارةُ...

عمرُها

زمنٌ توقَّفَ عنده سفرُ السنين!

*

بيروت... كم صاغَتْ يداكِ لآلئاً

هي فوق صدْرِ عروبتي

عِقْدٌ ثمينْ.

ولكم جمعتِ من البيان روائعاً،

ونشرْتِها طيباً لكلِّ الزائرينْ.

ولكَمْ رفعْتِ من اعتزازكِ رايةً،

وكسرْتِ أحلام انتصارِ الفاتحينْ.

مَنْ قالَ...

عصرُكِ تنطوي صفحاتُهُ،

ولأنتِ من كتبَتْ خلودَ الخالدينْ!

ولأنتِ مَنْ أعطيْتِ مُلكاً... لم يزلْ

في الارضِ

مهبطَ وحْيِ كلَّ المُبْدعينْ!

*

لبنانُ هذا الملكُ... ايُّ قصيدةٍ

هتفَتْ به واليكِ ما حملَتْ حنينْ؟

هذا وِشاحُكِ يا أميرةُ... فانْهَضي

كالشَّمشِ طالعةً بليلِ السَّاهرين.

وتوزَّعي فينا...

رُؤىَ، ومآثراً،

وتقلِّدي منّا عقودَ الياسمينْ.

كلُّ الفصولِ عُزِلْتِ من ألوانها...

فبأيِّ ضوءٍ تكتبين وتُرْسمينْ؟

وبأيِّ فُلْكِ مُترَفٍ

زُرْتِ الثَّرى

وحمَلْتِ آلهةَ الجمالِ العائدينْ؟

*

ذهبُ الكلامِ على شراعِكِ... قَبْلَهُ

ما عانقَتْ وتراً أكفُّ العازفينْ.

ألفِكْرُ أنتِ دواتُهُ...

مُذْ أبحَرَتْ

تلك الحروف بنورها للعالَمينْ.

والفنُّ تاجٌ فوقَ عرشكِ،

فاعْتلي.

احلى يصيرُ التّاجُ...

إنْ كنتِ الجبينْ!

زوريخ – بيروت 1999

-أنور سلمان-